العلاج بالتمر

 

العلاج بالتمر

الفوائد الصحية للتمر

يُعتبر التمر من الأطعمة الحلوة التي تجمع بين الفائدة الغذائية والقيمة الحضارية والدينية. يمتاز التمر بقدرته على تنظيم عملية الهضم وتزويد الجسم بالعديد من المغذيات الهامة. تتعدد فوائد التمر وتشمل:

تعزيز صحة الجهاز الهضمي

التمر مصدر غني بالألياف القابلة للذوبان وغير القابلة للذوبان، مما يعزز صحة الجهاز الهضمي بطرق متعددة:

  • تحسين حركة الأمعاء: يساعد التمر في منع الإمساك وعلاج الإسهال.
  • الوقاية من التهابات الأمعاء والقولون: يحتوي التمر على خصائص مضادة للبكتيريا ويعزز نمو البكتيريا النافعة في الأمعاء.
  • الوقاية من البواسير وسرطانات الجهاز الهضمي: يساعد التمر في حماية الأمعاء والقولون من الالتهابات والأورام.
  • الحفاظ على صحة الأسنان: يساهم التمر في الحفاظ على مينا الأسنان ويقي من التسوس.

التمر هو غذاء مثالي بفضل احتوائه على العديد من الفيتامينات والعناصر الغذائية الأساسية. تُعزى شهرته واستخدامه اليومي إلى فوائده الصحية المتعددة التي تشمل دعم صحة الجهاز الهضمي والوقاية من مختلف الأمراض، فضلاً عن الحفاظ على صحة الأسنان.

علاج فقر الدم

التمر هو مصدر غني بالمعادن، وخاصة الحديد، مما يجعله فعالًا في علاج فقر الدم الناتج عن نقص الحديد. الحديد الموجود في التمر يساهم في زيادة مستويات الطاقة في الجسم والتقليل من التعب المرتبط بفقر الدم.

توفير الطاقة للجسم

يحتوي التمر على نسبة عالية من الكربوهيدرات والسكريات الطبيعية مثل الغلوكوز والسكروز والفركتوز، مما يجعله مصدرًا ممتازًا للطاقة. هذه السكريات ترفع مستويات السكر في الدم وتوفر دفعة من الطاقة، مما يجعله وجبة خفيفة مثالية، خاصة قبل التمرين للرياضيين.

تعزيز صحة الجهاز العصبي

التمر غني بالفيتامينات الضرورية لصحة الجهاز العصبي والدماغ. الغلوكوز الموجود في التمر يعد مصدرًا رئيسيًا للطاقة للدماغ، بينما البوتاسيوم يسهم في تحسين وظائف الأعصاب. هذا المزيج من المكونات يعزز اليقظة وسرعة الاستجابة للمحفزات المختلفة.

الحفاظ على صحة القلب

التمر مفيد جدًا لصحة القلب، حيث يحتوي على البوتاسيوم والمغنيسيوم الضروريين لعمل القلب. بالإضافة إلى ذلك، فإن الألياف الغذائية الموجودة في التمر تساعد في خفض مستويات الكوليسترول الضار (LDL)، مما يساهم في الوقاية من السكتات الدماغية، والنوبات القلبية، وتصلب الشرايين.

مضاد للالتهابات

التمر غني بالمغنيسيوم والكبريت ومضادات الأكسدة، مما يمنحه خصائص مضادة للالتهابات. هذه المكونات تساعد في تقليل الالتهابات وتعزيز الصحة العامة للجسم.

دور التمر في الوقاية من الأمراض

التمر يلعب دوراً كبيراً في تقليل فرص الإصابة بأمراض القلب، والتهاب المفاصل، ومرض الزهايمر، والتهابات الشرايين والجهاز الهضمي، وذلك بفضل قدرته على مكافحة الإجهاد التأكسدي الناجم عن الجذور الحرة (Free radicals).

السيطرة على ضغط الدم

يُعد التمر غنيًا بالبوتاسيوم، وهو عنصر أساسي للحفاظ على توازن السوائل في الجسم والسيطرة على ضغط الدم. كما يحتوي التمر على المغنيسيوم الذي يساهم في خفض ضغط الدم.

فوائد التمر لمرضى السكري

بالرغم من احتواء التمر على كربوهيدرات وسكريات بسيطة مثل الغلوكوز، والسكروز، والفركتوز، يمكن لمرضى السكري تناوله باعتدال، ويُفضل أن يكون ضمن خطة غذائية محسوبة وتحت إشراف الطبيب.

تعزيز صحة العظام

التمر يحتوي على عناصر غذائية مهمة لصحة العظام، مثل السيلينيوم، والنحاس، والمنغنيز، مما يساعد في الوقاية من ترقق وهشاشة العظام.

فوائد التمر لصحة الأطفال

التمر هو غذاء لين وسهل الهضم، غني بالألياف والمغذيات المفيدة للأطفال. يمكن استخدامه أثناء فطام الطفل وفي المراحل الأولى من التسنين. يجب الانتباه لتنظيف أسنان الطفل جيدًا بعد تناوله لتجنب تسوس الأسنان.

تعزيز الصحة الجنسية

التمر يعزز القدرة الجنسية ويساعد في علاج بعض الاضطرابات التي قد تؤدي للعقم، بالإضافة إلى زيادة عدد الحيوانات المنوية وتحسين حركتها. تناول التمر مع الحليب المحلى بالعسل قبل النوم يمكن أن يكون مفيدًا لزيادة القدرة الجنسية.

فوائد نواة التمر

لا تقل نواة التمر أهمية عن الثمرة نفسها، فهي غنية بالألياف الغذائية ومضادات الأكسدة القوية، بالإضافة إلى البروتينات والدهون. تساعد نواة التمر في مقاومة التجاعيد وتعزيز صحة الشعر وتقوية الحواجب.

فوائد تناول التمر في الصباح

الصباح هو وقت مثالي لتناول التمر للاستفادة من فوائده العديدة، منها:

  • توفير الفيتامينات والمعادن الضرورية لوظائف الجسم الحيوية وإمداده بالطاقة.
  • رفع مستويات سكر الدم بفضل السكريات البسيطة الطبيعية.
  • تعزيز عمل الجهاز الهضمي بفضل الألياف، مما يساعد على الشعور بالشبع والراحة.
  • المساهمة في الاسترخاء وزيادة التركيز خلال الأنشطة اليومية.

فوائد التمر في رمضان

تناول التمر عند الإفطار بعد صيام طويل يوفر العديد من الفوائد للجسم. إليك أبرز فوائد بدء الإفطار بالتمر:

  • مصدر سريع للطاقة: التمر يحتوي على سكريات طبيعية بسيطة مثل الغلوكوز والسكروز والفركتوز، التي تُهضم بسرعة وتعمل على رفع مستوى السكر في الدم فورًا، مما يمد الجسم بالطاقة مباشرة.
  • تهيئة الجهاز الهضمي: يساعد التمر على تحضير المعدة لاستقبال الطعام، مما يقلل من خطر الإصابة بالتلبكات المعوية.
  • حماية الجهاز الهضمي: يساهم التمر في الوقاية من التلبكات المعوية ويُهيئ الجهاز الهضمي لاستيعاب الوجبات التالية بشكل أفضل.

فوائد التمر للرشاقة

التمر يمكن أن يكون جزءًا من النظام الغذائي سواء كان الهدف زيادة الوزن أو فقدانه.

فوائد التمر لزيادة الوزن

التمر يعتبر خيارًا ممتازًا للأشخاص الذين يرغبون في زيادة الوزن بسبب محتواه العالي من السعرات الحرارية والكربوهيدرات والبروتينات والفيتامينات والمعادن. كيلوغرام واحد من التمر يحتوي على حوالي 3000 سعر حراري، مما يجعله مناسبًا للحميات التي تستهدف زيادة الوزن.

فوائد التمر لخسارة الوزن

بعض الحميات الغذائية لخسارة الوزن تشمل التمر بسبب خصائصه في تحفيز الشعور بالشبع. عندما ينخفض مستوى السكر في الدم، يشعر الشخص بالجوع، وتناول التمر يساعد في رفع مستوى السكر بسرعة، مما يمنح شعورًا بالامتلاء. بالإضافة إلى ذلك، الألياف العالية في التمر تساعد على ملء المعدة وتقليل الرغبة في تناول الطعام. الدراسات تشير إلى أن زيادة تناول الألياف يمكن أن يساعد في تقليل محيط الخصر.

القيمة الغذائية للتمر

كل 100 غرام من التمر يحتوي على حوالي 277 سعر حراري، وهو غني بالعديد من العناصر الغذائية الهامة مثل السيلينيوم، والبوتاسيوم، والكالسيوم، والمغنيسيوم، والحديد، والنحاس، والفيتامينات المختلفة مثل حمض الفوليك وفيتامين ب 5.

الآثار الجانبية للتمر

رغم فوائد التمر العديدة، إلا أن الإفراط في تناوله قد يؤدي إلى بعض الآثار الجانبية:

  • تسوس الأسنان: خاصة إذا لم يتم تنظيف الأسنان بعد تناوله.
  • ارتفاع مستويات السكر: قد يكون مشكلة لمرضى السكري.
  • مشاكل هضمية: مثل الإسهال والانتفاخ وآلام المعدة.
  • زيادة الوزن: نتيجة محتواه العالي من السعرات الحرارية.

من فضائل التمر

إن التمر من الأطعمة الطيبة التي أنعم الله بها على عباده، وأحل لهم تناوله، وجعل أكله في بعض الأوقات عبادة يتقربون بها إليه، فيثيبهم على ما يجلب لهم اللذة وطيب العيش. وقد ذكر الله التمر في كتابه الكريم بأفضل الذكر، حيث قال: ﴿وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ﴾ [ق: 10]، وقال تعالى: ﴿وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ﴾ [الشعراء: 148]، أي أن ثمار النخل لينة ولطيفة. كما قال تعالى: ﴿فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ﴾ [الرحمن: 11]، مشيرًا إلى الأشجار المثمرة والفواكه، والنخل ذات الأوعية التي تتفلق عن القنوان.

 روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث ابن عمر رضي الله عنه قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «أَخْبِرُونِي بِشَجَرَةٍ شَبِيهَ، أَوْ كَالرَّجُلِ الْمُسْلِمِ لَا يَتَحَاتُّ وَرَقُهَا وَلَا وَلَا وَلَا، تُؤْتِي أُكْلَهَا كُلَّ حِينٍ»، قَالَ ابْنُ عُمَرَ: فَوَقَعَ فِي نَفْسِي أَنَّهَا النَّخْلَةُ، وَرَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ رضي الله عنه لا يَتَكَلَّمَانِ، فَكَرِهْتُ أَنْ أَتَكَلَّمَ. فَلَمَّا لَمْ يَقُولُوا شَيْئًا، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «هِيَ النَّخْلَةُ»، فَلَمَّا قُمْنَا، قُلْتُ لِعُمَرَ: يَا أَبَتَاهُ، واللهِ! لَقَدْ كَانَ وَقَعَ فِي نَفْسِي أَنَّها النَّخْلَةُ، فَقَالَ: مَا مَنَعَكَ أَنْ تَكَلَّمَ؟ قَالَ: لَمْ أَرَكُمْ تَكَلَّمُونَ فَكَرِهْتُ أَنْ أَتَكَلَّمَ أَوْ أَقُولَ شَيْئًا، قَالَ عُمَرُ رضي الله عنه: لَأَنْ تَكُونَ قُلْتَهَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كَذَا وَكَذَا[1] صحيح البخاري برقم 4698، وصحيح مسلم برقم 2811

وروى البخاري ومسلم من حديث أبي موسى الأشعري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:  »الْمُؤْمِنُ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَيَعْمَلُ بِهِ كَالْأُتْرُجَّةِ، طَعْمُهَا طَيِّبٌ وَرِيحُهَا طَيِّبٌ، وَالْمُؤْمِنُ الَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَيَعْمَلُ بِهِ كَالتَّمْرَةِ، طَعْمُهَا طَيِّبٌ وَلَا رِيحَ لَهَا، وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَالرَّيْحَانَةِ، رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ، وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ الَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَالْحَنْظَلَةِ، طَعْمُهَا مُرٌّ -أَوْ: خَبِيثٌ - وَرِيحُهَا مُرٌّ [2]  صحيح البخاري برقم 5059، وصحيح مسلم برقم 797 بدون: ويعمل به.

المواضع التي يتعبد فيها بأكل التمر

السحورروى أبو داود في سننه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال » : نِعْمَ سَحُورُ الْمُؤْمِنِ التَّمْرُ.  [3] « برقم 2345 وصححه الشيخ الألباني رحمه الله كما في السلسلة الصحيحة برقم 562.

الفطر للصائم: روى الإمام أحمد في مسنده من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُفْطِرُ عَلَى رُطَبَاتٍ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ رُطَبَاتٌ فَتَمَرَاتٌ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ تَمَرَاتٌ حَسَا حَسَوَاتٍ مِنْ مَاءٍ [4]. (20 /110) برقم 12676، وقال محققوه: إسناده صحيح على شرط مسلم.

عند الخروج لصلاة عيد الفطر: روى البخاري في صحيحه من حديث أنس رضي الله عنه قال: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَا يَغْدُو يَوْمَ الْفِطْرِ حَتَّى يَأْكُلَ تَمَرَاتٍ، وَيَأْكُلُهُنَّ وِتْرًا [5]. صحيح البخاري برقم 953.

 والتمر دواء لمعظم الأمراض، وأشدها خطرًا، روى مسلم في صحيحه من حديث سعد بن أبي وقاص أن النبي صلى الله عليه وسلم قال » :  مَنْ تَصَبَّحَ بِسَبْعِ تَمَرَاتٍ عَجْوَةً لَمْ يَضُرَّهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ سُمٌّ وَلَا سِحْر [6]  «برقم 2047.

 روى مسلم في صحيحه من حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال »: إِنَّ فِي عَجْوَةِ الْعَالِيَةِ شِفَاءً 

[7] قال النووي رحمه الله: «العالية: ما كان من الحوائط والقرى والعمارات من جهة المدينة العليا، مما يلي نجد، والسافلة من الجهة الأخرى مما يلي تهامة، قال القاضي: وأدنى العالية ثلاثة أميال، وأبعدها ثمانية من المدينة، والعجوة نوع جيد من التمر، وفي هذه الأحاديث فضيلة تمر المدينة وعجوتها، وفضيلة التصبح بسبع تمرات منه، وتخصيص عجوة المدينة دون غيرها»، صحيح مسلم بشرح النووي. (14 /232). أَوْ إِنَّهَا تِرْيَاقٌ أَوَّلَ الْبُكْرَةِ [8] . « برقم 2048.

 قال ابن القيم رحمه الله عن التمر: « والتمر من أكثر الثمار تغذية للبدن، بما فيه من الجوهر الحار الرطب، وأكله على الريق يقتل الدود، فإنه مع حرارته فيه قوة ترياقية، فإذا أُديم استعماله على الريق خفّف مادة الدود وأضعفه وقلّله، أو قتله، وهو فاكهة وغذاء، ودواء، وشراب، وحلوى [9] « . زاد المعاد (4 /425) طبعة مؤسسة سليمان الراجحي الخيرية.

 وقال في موضع آخر: « وهو غذاء فاضل حافظ للصحة، لا سيما لمن اعتاد الغذاء به كأهل المدينة وغيرهم...

وأهل المدينة التمر لهم يكاد أن يكون بمنزلة الحنطة لغيرهم، وهو قوتهم ومادتهم، وتمر العالية من أجود أصناف تمرهم، فإنه متين الجسم، لذيذ الطعم، صادق الحلاوة، والتمر يدخل في الأغذية، والأدوية، والفاكهة، هو يوافق أكثر الأبدان، مقو للحار الغريزي، ولا يتولد عنه من الفضلات الرديئة ما يتولد عن غيره من الأغذية والفاكهة، بل يمنع لمن اعتاده من تعفن الأخلاط وفسادها[10] «. الطب النبوي لابن القيم رحمه الله، ص218-220.

والتمر غذاء: روى مسلم في صحيحه من حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: » يَا عَائِشَةُ! بَيْتٌ لَا تَمْرَ فِيهِ جِيَاعٌ أَهْلُهُ، يَا عَائِشَةُ! بَيْتٌ لَا تَمْرَ فِيهِ جِيَاعٌ أَهْلُهُ أَوْ جَاعَ أَهْلُهُ. «قَالَهَا مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا [11]. برقم 2046.

 وروى مسلم في صحيحه من حديث أبي الزبير عن جابر رضي الله عنه قال: بَعَثَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَمَّرَ عَلَيْنَا أَبَا عُبَيْدَةَ نَتَلَقَّى عِيرًا لِقُرَيْشٍ، وَزَوَّدَنَا جِرَابًا مِنْ تَمْرٍ لَمْ يَجِدْ لَنَا غَيْرَهُ، فَكَانَ أَبُو عُبَيْدَةَ يُعْطِينَا تَمْرَةً تَمْرَةً، قَالَ: فَقُلْتُ: كَيْفَ كُنْتُمْ تَصْنَعُونَ بِهَا؟ قَالَ: نَمَصُّهَا كَمَا يَمَصُّ الصَّبِيُّ ثُمَّ نَشْرَبُ عَلَيْهَا مِنَ الْمَاءِ فَتَكْفِينَا يَوْمَنَا إِلَى اللَّيْلِ[12] برقم 1935.

وروى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت لعروة ابن اختها: إِنْ كُنَّا لَنَنْظُرُ إِلَى الْهِلَالِ، ثَلَاثَةَ أَهِلَّةٍ فِي شَهْرَيْنِ، وَمَا أُوقِدَتْ فِي أَبْيَاتِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَارٌ، فَقُلْتُ: وَمَا كَانَ يُعِيشُكُمْ؟ قَالَتْ: الأَسْوَدَانِ: التَّمْرُ وَالْمَاءُ [13] صحيح البخاري برقم 6459، وصحيح مسلم برقم 2972..

 ومن الحكم في حديث عائشة السابق: «بَيْتٌ لَا تَمْرَ فِيهِ جِيَاعٌ أَهْلُهُ«

في حديث عائشة الشريفة السابق، نجد أن التمر يأتي بسهولة لإعداده للأكل، ولا يتطلب جهدًا كبيرًا أو تكاليف مرتفعة.

وعندما نتأمل قصة مريم البتول عليها السلام، نجد أن الله أمرها أن تهز جذع النخلة فتسقط عليها رطبًا جنيًّا، وهذا الرطب هو من أفضل الأطعمة للحوامل، خاصة قبل الولادة وبعدها، وقد أشار الأطباء إلى أن الرطب، وعند عدم توفره التمر، يعتبر من الأغذية المفيدة جدًا للنساء الحوامل، قال تعالى: ﴿وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا ﴾ [مريم:25-26]. وذكر الأطباء أن الرطب -وعند عدمه التمر - من أنفع الأغذية للحامل، لا سيما قبل الولادة وبعدها.

وفي تفسير القرطبي، ذكر الربيع بن خثيم أنه لا يوجد للنساء خير من الرطب، وأن التمر والتحنيك هما من العادات الشائعة للنساء في ذلك الوقت. وقيل أيضًا إن عسر الولادة يجعل الرطب هو الخيار المثالي للنساء، وللمريض لا يوجد خير من العسل[14] تفسير القرطبي رحمه الله (13 /437)..


تعليقات