الوشم

 

الوشم

اشكال والوان منقوشة على الجسد

الوشم على الجسد هو فن يتضمن رسم أشكال مختلفة، ألوان، كتابات، ورموز غير قابلة للإزالة على الجلد. تاريخياً، كانت ظاهرة الوشم مقتصرة على فئات محددة من المجتمعات، وكانت تحمل دلالات ثقافية أو تشير إلى مكانة اجتماعية معينة. كما كانت تستخدم في بعض الأحيان كرمز لطقوس معينة وتعبيراً عن الجمال. في العصور القديمة، كانت هذه الرسوم تُصنع باستخدام الرماد والفحم وبعض الصبغات النباتية الطبيعية، حيث يقوم فنانون محترفون بعمل جروح دقيقة في الجلد باستخدام أدوات حادة وإدخال هذه المواد الملونة في الجلد لتترك أثراً دائماً. على الرغم من أن الوشم محرم دينياً واجتماعياً في بعض الثقافات اليوم، إلا أنه يشهد شعبية متزايدة بين الشباب والشابات لأسباب متعددة. قد يكون الوشم مكياجاً دائماً، تخليداً لذكرى معينة، تعبيراً عن الحب، أو وسيلة لإبراز شخصية الفرد وتميزه أو انتمائه لمجموعة معينة. ومع ذلك، لا تزال بعض الطرق البدائية للوشم تُمارس في الوقت الحاضر بواسطة أشخاص غير مؤهلين وفي ظروف تفتقر إلى معايير النظافة والعقامة، مما يزيد من خطر العدوى والإصابة بالأمراض.
يتنوع الوشم بتنوع تقنياته ومدى استمراريته على الجلد، حيث يمكن تقسيمه إلى وشم ثابت ووشم مؤقت.
           الوشم الثابت: يتمثل هذا النوع من الوشم في إدخال الحبر داخل الجلد باستخدام إبرة معقمة، وتمتزج الحبر عادةً مع الكحول أو مواد أخرى لتحقيق الثبات والتماسك على الجلد. يتم إنشاء أنماط ورموز مختلفة بواسطة هذه العملية، ويبقى الوشم ثابتًا على الجلد لفترة طويلة، مما يجعله جزءًا دائمًا من الجسم.
           الوشم المؤقت: ينقسم الوشم المؤقت إلى قسمين:
           وشم مؤقت يزول سريعاً: يشمل هذا النوع من الوشم الرسومات المؤقتة التي يمكن أن تزول بسرعة، ويمكن تصحيح لون الجلد أو إخفاء عيوبه باستخدام إبرة معقمة. تزول آثاره عادة بعد فترة قصيرة، مما يسمح للفرد بتغيير النمط أو الرمز بسهولة.
           وشم مؤقت يزول ببطء: يشمل هذا النوع من الوشم الأنماط المؤقتة مثل وشم الحناء والطبع على الجلد. يمكن إزالة هذا النوع من الوشم بسهولة باستخدام الماء أو المواد المنظفة، وغالباً ما يزول تدريجيًا بمرور الوقت دون ترك آثار دائمة على الجلد.
هذا التنوع في أنواع الوشم يمنح الأفراد خيارات متعددة للتعبير عن أنفسهم وتجسيد أذواقهم بشكل مؤقت أو دائم، مما يضفي جاذبية إلى تجربة الوشم.

إلحاق الوشم الأذى بالجسم

يتكون الحبر المستخدم في الوشم الحديث من صبغة معلقة في سائل، وهو ما يثير عدة مشكلات صحية. قد يحتوي هذا السائل على بكتيريا ممرضة، أو قد يكون غير مخصص أصلاً لاستخدامات الوشم، مما يعني أنه قد يتضمن أنسجة وشوائب ومعادن ثقيلة ومواد حافظة ضارة. من أخطر القضايا الصحية المرتبطة بالوشم هو وجود مواد مسرطنة في بعض الأحبار. بالإضافة إلى ذلك، يقوم بعض فناني الوشم بتخفيف الصبغات بماء غير معقم، مما يزيد من مخاطر التلوث والعدوى. تتطلب عملية الوشم ثقب الجلد وحقن الصبغة فيه، وهذا يجعل الجسم عرضة للبكتيريا والملوثات الموجودة في الحبر، مما قد يؤدي إلى التهابات ومضاعفات صحية خطيرة. وبالرغم من شيوع الوشم كوسيلة للتعبير عن الشخصية والفن، إلا أن المواد الكيميائية المستخدمة فيه تستوجب الحذر. لم توافق إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) على معظم هذه الصبغات للحقن في الجلد لأغراض تجميلية، مما يعكس القلق بشأن سلامتها. تشمل بعض المخاطر المحتملة أيضاً ردود الفعل التحسسية والتهاب الجلد. لذا، من الضروري التأكد من استخدام أحبار عالية الجودة ومعتمدة، والحرص على أن تكون الأدوات والمياه المستخدمة في تخفيف الصبغات معقمة، لتجنب التهابات محتملة ومشكلات صحية قد تترتب على استخدام مواد غير آمنة. يجب على الأفراد الراغبين في الحصول على وشم أن يكونوا على دراية بهذه المخاطر وأن يتخذوا جميع الاحتياطات اللازمة لضمان سلامتهم الصحية.

أضرار الوشم وتأثيره على الصحة:

تعتبر عملية الوشم محفوفة بالمخاطر الصحية، وأحد أبرز أسباب الإصابة بالعدوى والأمراض الخطيرة هو عدم تعقيم الأجهزة والأدوات المستخدمة. تتنوع الأضرار الصحية للوشم وتشمل عدة جوانب تؤثر على الجسم بطرق مختلفة.
أولاً، يؤدي الوشم في بعض الأحيان إلى حدوث الندوب والحفر، وكذلك تغير في لون الجلد. هذه التغيرات قد تكون دائمة وتؤثر على مظهر الجلد بشكل سلبي. بالإضافة إلى ذلك، قد يعاني البعض من حساسية الجلد التي تتجلى في شكل حكة، احمرار، وظهور حبوب صغيرة، ويمكن أن تظهر هذه الأعراض حتى بعد سنوات من إجراء الوشم. الحساسية الضوئية هي مشكلة أخرى قد تحدث، حيث يصبح الجلد حساسًا لأشعة الشمس بعد الوشم.
كذلك، الكدمات الزرقاء والتورم في منطقة الوشم هي مشكلات شائعة، ويمكن أن تصاحبها التهابات شديدة قد تتطلب استخدام الصادات الحيوية أو حتى الدخول إلى المستشفى في بعض الحالات. عند الخضوع للتصوير بالرنين المغناطيسي، قد يشعر الشخص بالحرق والتورم في موضع الوشم، مما يسبب إزعاجًا كبيرًا.
من أخطر الأضرار المحتملة للوشم هو خطر الإصابة بالسرطانات. يحدث ذلك نتيجة لهجرة بعض الجزيئات الدقيقة المسرطنة من الجلد إلى العقد اللمفاوية. هذه المواد قد تكون موجودة في الأحبار المستخدمة في الوشم، مما يجعلها مصدر قلق كبير للصحة العامة.
كما أن هناك خطر الإصابة بأمراض خطيرة مثل التهاب الكبد الوبائي، الإيدز، والزهري، والتي يمكن أن تنتقل عبر الإبر والأدوات الملوثة إذا لم يتم تعقيمها بشكل صحيح. هذه الأمراض تمثل تهديدًا كبيرًا لصحة الفرد وقد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة.
نظرًا لكل هذه المخاطر الصحية، يُنصح الحوامل وذوي المناعة الضعيفة بالابتعاد عن رسم الوشوم على أجسادهم. العناية بالتعقيم واختيار فناني وشم ذوي سمعة جيدة واستخدام أدوات وحبر معتمدين هي خطوات أساسية لتقليل المخاطر المحتملة المرتبطة بالوشم. الوقاية تظل دائمًا الخيار الأفضل للحفاظ على الصحة والسلامة.

هل الوشم المؤقت آمن؟

يلجأ العديد من الأشخاص إلى الوشم المؤقت، الذي يدوم من ثلاثة أيام إلى عدة أسابيع اعتماداً على نوعية المنتج المستخدم وحالة الجلد. ومع ذلك، فإن هذا النوع من الوشم ليس خالياً من المخاطر. يتم تسويق الوشم المؤقت على أنه يستخدم الحناء التي تُوضع على سطح الجلد، حيث تترك الحناء أثراً بنياً مائلاً إلى الحمرة. الحناء التقليدية تُصنع من نبات مزهر وتعتبر آمنة نسبياً.
لكن، الحناء السوداء، التي تُستخدم غالباً في الوشم المؤقت، هي في الواقع مزيج من الحناء التقليدية ومكونات أخرى، قد تشمل صبغة الشعر. هذا المزيج يمكن أن يسبب تفاعلات جلدية خطيرة تشمل احمرار الجلد، ظهور بثور، فقدان التصبغ، وزيادة الحساسية لأشعة الشمس.
الحناء السوداء تحتوي على مواد كيميائية إضافية، مثل بارا-فينيليديامين (PPD)، التي تُستخدم في صبغات الشعر. هذه المادة يمكن أن تسبب تهيج الجلد وتفاعلات تحسسية شديدة، وقد يؤدي استخدامها إلى مضاعفات طويلة الأمد في الجلد. الأشخاص الذين يستخدمون الوشم المؤقت قد يعانون من ردود فعل تحسسية تظهر بعد فترة قصيرة من التطبيق أو حتى بعد أيام.
إذا كنت تفكر في الحصول على وشم مؤقت، فمن الضروري التأكد من أن المنتج المستخدم هو حناء طبيعية ونقية بدون إضافات كيميائية ضارة. تجنب المنتجات التي تحتوي على الحناء السوداء أو أي مواد كيميائية غير معروفة لتقليل مخاطر التفاعلات الجلدية.
على الرغم من أن الوشم المؤقت يمكن أن يكون بديلاً جذاباً للوشم الدائم، يجب أن يتم بحذر ومعرفة تامة بالمكونات المستخدمة. التأكد من سلامة المنتجات واختيار الحناء التقليدية يمكن أن يساعد في تجنب العديد من المشكلات الصحية المرتبطة بالوشم المؤقت.

هل يطلب البعض إزالة الوشم؟ ما السبب وراء ذلك؟

نعم، يندم العديد من الأشخاص بعد الحصول على الوشوم ويرغبون في إزالتها. هناك عدة أسباب تدفع الناس إلى هذا القرار. أولاً، تتغير الموضة مع مرور الوقت، وقد يصبح الوشم غير ملائم للتوجهات الجديدة أو لمظهر الشخص العام. بالإضافة إلى ذلك، يتغير لون الوشم مع الزمن، مما قد يجعله يبدو باهتاً أو غير جذاب كما كان في البداية.
الوشم يمكن أن يفقد جاذبيته بسبب التغيرات الطبيعية في شكل الجسم. مع تقدم العمر، يصبح الجلد معرضاً للترهل وتغير شكله، مما يؤدي إلى تشويه مظهر الوشم. أحياناً، قد لا تكون نتيجة الوشم النهائي على مستوى توقعات الشخص؛ فقد لا تحقق الألوان والرسومات الرغبة المرجوة، وقد تظهر بعض الظلال في محيط الوشم مما يعطيه مظهراً غير مرغوب فيه.
إضافة إلى ذلك، قد تؤدي تغييرات في الحياة الشخصية أو المهنية إلى الرغبة في إزالة الوشم. على سبيل المثال، قد يكون الوشم غير مناسب لمعايير مكان العمل أو لا يتماشى مع تطلعات الشخص المهنية. أيضاً، التغيرات الشخصية مثل انتهاء علاقة عاطفية أو رغبة في بدء حياة جديدة قد تدفع الشخص إلى إزالة الوشم الذي يذكره بالماضي.
تقنيات إزالة الوشم تطورت بشكل كبير، وتشمل استخدام الليزر الذي يعتبر الطريقة الأكثر شيوعاً وفعالية لإزالة الوشوم. ومع ذلك، هذه الإجراءات قد تكون مؤلمة ومكلفة وتستغرق وقتاً طويلاً لتحقيق النتائج المرجوة.
باختصار، تعدد الأسباب وراء رغبة الناس في إزالة الوشوم يعكس تعقيد العلاقة بين الشخص وجسده، وتأثير العوامل الثقافية والاجتماعية والشخصية على هذه القرارات. التفكير بعناية قبل الحصول على وشم واختيار التصاميم التي تحمل معاني دائمة يمكن أن يساعد في تقليل الندم والرغبة في الإزالة لاحقاً.

كيف هي عملية إزالة الوشم؟ هل هي سهلة؟

عملية إزالة الوشم تعتبر أكثر تعقيداً وصعوبة من نقشه. تتم هذه العملية عادةً باستخدام الليزر لتكسير الأصباغ داخل الجلد. يعمل الليزر ذو الموجات عالية الكثافة على اختراق البشرة، حيث يتم امتصاصه بشكل انتقائي من قبل أصباغ الوشم، مما يؤدي إلى تفتيت هذه الأصباغ إلى جزيئات صغيرة. يقوم الجسم بعد ذلك بامتصاص هذه الجزيئات أو طرحها، أو نقلها وتخزينها في العقد اللمفاوية والأنسجة الأخرى.
وفقاً للأكاديمية الأمريكية للأمراض الجلدية، تتطلب عملية إزالة الوشم عادة من 6 إلى 10 جلسات، مع ترك بضعة أسابيع بين كل جلسة وأخرى للسماح بالشفاء. من الصعب في كثير من الأحيان إزالة الوشم نهائياً دون ترك ندوب وبعض الآثار مثل الاحمرار والنزيف الجلدي الموضعي.
هناك طريقة أخرى لإزالة الوشم تعرف بـ "تسحيج الجلد"، حيث تتم إزالة الطبقة السطحية من الجلد واستئصال منطقة الوشم بالكامل، ومن ثم خياطة الجلد في مكان الوشم مرة أخرى. كما توجد في الأسواق وعلى الإنترنت مراهم تدعي قدرتها على إزالة الوشم، لكن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) لم توافق على أي منها.
علينا أن ندرك أيضاً أن الأوشام ذات الألوان البراقة والزاهية تكون أصعب في الإزالة وأكثر ضرراً بسبب المواد المضافة إليها. من أخطر القرارات التي يمكن أن يتخذها الشخص هو اللجوء إلى مراكز أو فنانين غير مرخصين لإزالة الوشم.
يجب التفكير جيداً في جميع المخاطر المعروفة وغير المعروفة التي تحيط بالوشم، بما في ذلك نتائج إزالته والأحبار المستخدمة، قبل اتخاذ قرار الحصول على وشم. إنها عملية تتطلب تفكيراً عميقاً ومدروساً، مهما كانت الإغراءات.

ما هي تقنيات إزالة الوشم؟

إزالة الوشم هو إجراء يهدف للتخلص من الوشم الموجود على الجلد، والذي قد يصبح غير مرغوب فيه بسبب تغير الذوق أو لأسباب شخصية أخرى. مع التقدم العلمي، ظهرت العديد من التقنيات لإزالة الوشم، وتطورت هذه الأساليب لتصبح أكثر فعالية وأمانًا.
أحد أبرز تقنيات إزالة الوشم هي تقنية الليزر. تستخدم هذه الطريقة أشعة الليزر ذات الموجات عالية الكثافة لتفتيت أصباغ الوشم إلى جزيئات صغيرة يمكن للجسم امتصاصها أو طرحها. يتطلب هذا الإجراء عادة جلسات، مع ترك فترات راحة بين الجلسات للسماح للجلد بالشفاء.
تقنية أخرى هي "تسحيج الجلد"، والتي تتضمن إزالة الطبقة السطحية من الجلد واستئصال منطقة الوشم بالكامل، ثم خياطة الجلد في مكان الوشم. على الرغم من أنها فعالة، إلا أنها قد تترك ندوبًا وتتطلب فترة تعافي أطول.
تتنوع هذه التقنيات بناءً على الطريقة المستخدمة للتخلص من الصبغة الموجودة في الوشم. باختيار التقنية المناسبة والعمل مع متخصصين معتمدين، يمكن للأفراد الاستفادة من هذه الإجراءات بشكل آمن وفعال. تقنيات إزالة الوشم، سواء الملون أو الأسود، ليست مجرد إجراء جمالي، بل يمكن أن تساعد أيضًا في استعادة الثقة بالنفس وتقديم فرص جديدة للأشخاص الذين يرغبون في تغيير مظهر بشرتهم.

تقنيات إزالة الوشم

لقد تطورت تقنيات إزالة الوشم بشكل كبير منذ القدم، حيث كانت تعتمد سابقًا على الحك، الحروق، والجراحة التجميلية. مع التقدم التكنولوجي، ظهرت طرق أكثر فعالية وأمانًا لإزالة الوشم. تتضمن التقنيات المتاحة حاليًا ما يلي:
•             إزالة الوشم بالليزر: تستخدم هذه التقنية ضوءًا عالي الكثافة لتفتيت الصبغات الملونة في الوشم، مما يسمح للجسم بمعالجة وإزالة الصبغات تدريجيًا. عادةً ما تتطلب إزالة الوشم بالليزر عدة جلسات للوصول إلى النتائج المرجوة.
•             إزالة الوشم بالموجات فوق الصوتية: تعمل الموجات فوق الصوتية على ضرب جزيئات الصبغات بشكل متكرر، مما يؤدي إلى تفتيتها وامتصاصها بواسطة الجسم. قد تكون هذه التقنية فعالة للوشوم السطحية ولكنها قد تستغرق وقتًا أطول من الليزر للحصول على النتائج المطلوبة. رغم ذلك، تعتبر بديلاً آمنًا وفعالًا.
•             الجراحة لإزالة الوشم: في حالة الوشوم الكبيرة والملونة الصعبة، قد يكون الخيار هو الجراحة. تتضمن هذه الطريقة استئصال الجلد الذي يحتوي على الوشم جراحيًا وإغلاق الجرح. هذا الخيار مناسب للوشوم الكبيرة أو العنيدة التي قد تكون صعبة الإزالة باستخدام التقنيات الأخرى.
•             إزالة الوشم بالتقشير الكيميائي: تعمل هذه التقنية على إزالة طبقات الجلد الخارجية ومعها حبر الوشم. يكون الألم الناتج عن هذا الإجراء خفيفًا، وتلتئم الجروح عادةً في غضون 5-7 أيام بعد الإجراء.
•             تقشير الوشم بتقنية تسحيج الجلد: يتم تبريد المنطقة الموشومة حتى الخدر قبل كشط الجلد، ثم يتم صنفرة الجلد الموشوم إلى مستويات أعمق باستخدام جهاز دوار عالي السرعة مزود بعجلة أو فرشاة كاشطة. يسمح هذا الإجراء لحبر الوشم بالتسرب من الجلد. تستغرق فترة التعافي من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع.
باختيار التقنية المناسبة والعمل مع متخصصين معتمدين، يمكن للأفراد إزالة الوشوم بطرق آمنة وفعالة، مع تحقيق النتائج المرجوة. ومع ذلك، يجب أن تكون التوقعات واقعية حيث قد تتطلب العملية عدة جلسات وتختلف النتائج من شخص لآخر.

من هو المرشح الأمثل لإزالة الوشم؟

يعد أي شخص يتمتع بصحة جيدة ويرغب في إزالة الوشم مرشحًا مثاليًا لهذا الإجراء. يمكن إزالة الوشم نهائياً خلال عدة جلسات باستخدام تقنيات مختلفة، حيث يعتبر الليزر فعالًا في إزالة الوشوم السوداء والملونة. غالبًا ما يكون الأشخاص ذوي البشرة الفاتحة والوشوم الصغيرة إلى متوسطة الحجم هم المرشحون المثاليون لهذه العملية.
ومع ذلك، قد تكون هناك حالات معينة تجعل إزالة الوشم غير مناسبة أو محفوفة بالمخاطر. على سبيل المثال، إذا كان الوشم يحتوي على صبغات سامة أو مواد كيميائية مضرة، فإن إزالته قد يشكل خطرًا على صحة الشخص. كما أن بعض الأوشام قد لا تكون قابلة للإزالة بالكامل بسبب عمق صبغات الوشم أو تركيبتها الكيميائية المعقدة. في مثل هذه الحالات، قد تُقترح بدائل مثل تغطية الوشم بوشم جديد أو إجراء تعديلات لتقليل مظهر الوشم.
توجد أيضًا حالات يُنصح فيها بالامتناع عن إزالة الوشم، مثل النساء الحوامل أو المرضعات، حيث يمكن أن تكون طرق إزالة الوشم بالليزر أو الجراحة ضارة لهن أو لأطفالهن. بالإضافة إلى ذلك، يجب الامتناع عن إجراء إزالة الوشم إذا كنت تعاني من حالات صحية معينة مثل اضطرابات تجلط الدم، الأنيميا، أو الأمراض المنقولة جنسيًا.
من الضروري استشارة طبيب متخصص لتقييم حالتك وتوجيهك بشأن إمكانية الإجراء والمخاطر المحتملة. سيقوم الطبيب بتقديم المشورة حول أفضل الطرق والاحتياطات الواجب اتخاذها لضمان سلامتك وتحقيق النتائج المرجوة. من خلال اتباع التوجيهات الطبية والاعتماد على متخصصين معتمدين، يمكن للأفراد إزالة الوشوم بطريقة آمنة وفعالة.

ماذا يحدث بعد إزالة الوشم؟

بعد إزالة الوشم، ينطلق الشخص في رحلة تعافي تتفاوت في مدتها ونتائجها وفقًا للتقنية المستخدمة وخصائص الوشم وحالة الجلد. في سياق إزالة الوشم بالليزر، يمكن أن يشعر الفرد ببعض الحرق الخفيف أو الاحمرار لبضع ساعات إلى عدة أيام، مع احتمال تشكل قشرة رقيقة على الجلد المعالج. يُنصح بتجنب الشمس المباشرة واستخدام واقي الشمس بشكل جيد لمنع التغيرات في لون الجلد، ويقوم الجسم تدريجياً في التخلص من الصبغات المكسورة خلال عملية التئام.
في حالة إزالة الوشم بتقنية تسحيج الجلد، قد يحدث احمرار وتورم في المنطقة المعالجة، وقد يظهر الجلد مجروحًا وينزف بعض الدم. يُطبق مرهم مضاد للعدوى وتغطية المنطقة بضمادة للحفاظ على نظافتها وتعزيز التئام الجروح، مع تجنب التوتر والاحتكاك خلال فترة التعافي.
نتائج إزالة الوشم تتفاوت بحسب عدة عوامل، مثل شكل وحجم الوشم ولونه. قد يحدث تلاشي تدريجي للوشم مع كل جلسة، مع تخفيف الألوان وتقليل الوشم، ولكن قد لا يتم إزالة الوشم بالكامل، وربما يتبقى بعض الألوان أو الظلال، وقد يظهر تغير في ملمس الجلد مثل الانكماش أو الترهل في بعض الحالات. بشكل عام، يمكن ملاحظة اختفاء الوشوم تدريجيًا بعد أول جلسة، مما يسهم في زيادة الراحة والرضا وتعزيز الثقة بالنفس.

الوشم.. حكمه.. ووجوبه

فإن الوشم محرم وهو من الكبائر لأن النبي صلى الله عليه وسلم لعن فاعلته ومن يفعل بها، كما في حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لعن الله الواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة ". رواه البخاري
. وقد عرف الإمام الذهبي -وغيره- الكبيرة بأنها: كل معصية فيها حدٌّ في الدنيا أو وعيد في الآخرة باللعن أو العذاب ونحوهما. انتهى
يجب على كل من تعاطى الوشم، سواء كان الشخص الفاعل أو المستوشم به، أن يتوب إلى الله ويسارع في إزالة الوشم إذا كان ذلك ممكنًا، ما لم يكن هناك خوف من ضرر كبير من هذه الإزالة، في هذه الحالة يكتفي بالتوبة النصوح.
أما فيما يتعلق بدخول الجنة، فإذا تاب الشخص عن هذا الفعل المحرم، فإن الله يتوب عليه، وإذا مات قبل أن يتوب فسيحاسبه الله وفقًا لإرادته، قد يعفو عنه أو يعاقبه، ولكنه لن يخلد في النار إذا كان موحدًا ولم يشرك بالله شيئًا. والله أعلم.
من بين العادات الخطيرة التي انتشرت بين شبابنا وشاباتنا، ظاهرة الوشم التي أصبحت تغزو أجسادهم بالألوان والرموز والرسومات والصور والعلامات والكتابات باللغات الأجنبية، دون تدبير كافٍ لعواقبها. إن هذه التقاليع الجديدة القديمة تشكل انتهاكًا صارخًا لسُنَّة الخالق، الذي جعل الإنسان وجسده أمانة في أيديهم، وستكون لنا مسؤولية أمام الله عن ما فعلناه بهذا الجسد.
يُذكر في القرآن الكريم في سورة فصلت: "حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ"، وهو تذكير بأن كل فعل يُحاسَب عليه.
في واقعنا اليوم، تُشكل الجلود المُغَطَّاة بالوشم مساحة لعمليات الغَرْز العنيفة بالإبر، مما يُؤَدي إلى نزيف الدم، وبعد ذلك يتم حقن المنطقة بالكحل أو بصبغ معين، ما يُعطي تلك الأماكن ألوانًا مثل الأخضر أو الأحمر أو الأسود. ولا يمكن إزالة الأثر إلا من خلال عملية جراحية مؤلمة وغالبًا ما تكون مكلفة للغاية.

نتائج مرعبة : زيادة خطر الإصابة بالسرطان

دراسة حديثة أجراها باحثون في السويد أثبتت وجود صلة محتملة بين الوشم ونوع نادر من السرطان في الجهاز اللمفاوي، المعروف باسم سرطان الغدد الليمفاوية. وقد أظهرت الدراسة أن الوشم قد يزيد من خطر الإصابة بهذا النوع من السرطان بنسبة 21%.
تمت دراسة حالة 11905 شخصاً في الفترة العمرية بين 20 و60 عاماً، ووجد أن من بينهم 2938 شخصاً مصابون بسرطان الغدد الليمفاوية. وقد كشفت النتائج عن أن 21% من الأشخاص المصابين بسرطان الغدد الليمفاوية قد كانوا قد رُسِم عليهم وشمٌ، بينما كانت هذه النسبة 18% في المجموعة الضابطة التي لم يُشخَّص فيها سرطان الغدد الليمفاوية.
أظهرت دراسات حديثة في بريطانيا أن الحبر المستخدم في عمليات الوشم يحتوي على مواد خطيرة قد تسبب السرطان عند دخولها الجسم. بالإضافة إلى ذلك، يتسلل هذا الحبر إلى الكليتين والطحال، مما يؤدي إلى إضعاف قدرتهما على تنقية الجسم من السموم، مما يثير القلق حول التأثيرات الصحية الطويلة الأمد للوشم على الجسم.
سرطان الغدد الليمفاوية يُعتبر من الأمراض النادرة والخطيرة التي تؤثر على الجهاز المناعي للإنسان، والتي قد تكون لها عواقب وخيمة على الصحة العامة. وبالتالي، فإن هذه الدراسة تثير القلق بشأن مخاطر الوشم على الصحة، وتشدد على ضرورة إجراء المزيد من الأبحاث لفهم تأثيراته الصحية بشكل أكبر وأوضح.

الوشم المؤقت والدائم: أنواعهما وحكمهما

الوشم يتنوع بين الزينة الدائمة التي تغير لون وشكل الجلد والزينة المؤقتة. الأولى محرمة في الإسلام لأنها تعد من تغيير خلق الله تعالى، وهي تشمل الوشم الدائم الذي يتم بغرز إبرة في الجلد حتى يسيل الدم، ثم يُحشى المكان بالكحل أو أي مادة صبغية أخرى ليكتسب الجلد لونًا جديدًا. في المقابل، الزينة المؤقتة، مثل الخضاب بالحناء، ليست تغييرًا دائمًا للون الجلد، وإنما هي رسومات ونقوش تزول بعد فترة. الله أباح للمرأة التزين بهذه الزينة المؤقتة بشرط ألا تكون رسوماتها على شكل ذوات الأرواح كإنسان أو حيوان، وألا تظهر هذه الزينة لرجل أجنبي عنها، حيث تعتبر من الزينة المباحة التي لا تغيير خلق الله بشكل دائم.

الأنواع المختلفة للوشم الدائم

الوشم الدائم يتضمن ثلاث صور رئيسية وكلها تحمل نفس الحكم وهو التحريم. الصورة الأولى هي الطريقة التقليدية القديمة، التي تتضمن غرز الإبرة في الجلد حتى يسيل الدم، ثم حشو المكان بالكحل أو أي مادة صبغية ليكتسب الجلد لونًا مختلفًا. هذا النوع من الوشم يغير لون الجلد بشكل دائم ولا يمكن إزالته إلا بعمليات جراحية معقدة ومؤلمة. هذا النوع من التغيير يعتبر تغييرًا لخلق الله وهو ما يجعل الحكم الشرعي له هو التحريم. الإمام النووي رحمه الله شرح هذه العملية بقوله: "الواشمة فاعلة الوشم، وهي أن تغرز إبرة أو مسلة أو نحوهما في ظهر الكف أو المعصم أو الشفة أو غير ذلك من بدن المرأة حتى يسيل الدم ثم تحشو ذلك الموضع بالكحل أو النورة فيخضر. وقد يفعل ذلك بدارات ونقوش وقد تكثره وقد تقلله، وفاعلة هذا واشمة، والمفعول بها موشومة، فإن طلبت فعل ذلك بها فهي مستوشمة وهو حرام على الفاعلة والمفعول بها باختيارها والطالبة له" انتهى من "شرح النووي على مسلم" (14 / 106).

الأبعاد الدينية والاجتماعية للوشم

بالإضافة إلى الحكم الشرعي، يجب النظر في الأبعاد الاجتماعية والنفسية للوشم. في الكثير من الثقافات، يعتبر الوشم رمزًا للتمرد أو الانتماء إلى فئة معينة. ولكنه في الوقت نفسه، قد يحمل مخاطر صحية واجتماعية، مثل انتقال الأمراض بسبب سوء التعقيم أو الوصمة الاجتماعية التي قد تلاحق الأفراد الموشومين في بعض المجتمعات. في الإسلام، الوشم يعد تغييرًا لخلق الله ويعتبر من الكبائر التي يجب على المسلم تجنبها. النصائح الدينية تشدد على الحفاظ على الجسد كما خلقه الله وعدم الإقدام على تغييره بطرق دائمة وغير قابلة للإزالة بسهولة. هذا التوجيه يساعد في تجنب العديد من المشاكل الصحية والنفسية والاجتماعية المرتبطة بالوشم.

الفرق بين الوشم المؤقت والدائم

الوشم يُصنَّف إلى نوعين: الوشم الدائم والوشم المؤقت. الأول محرَّم شرعاً ويُعد من كبائر الذنوب لأنه يتضمن تغييراً دائماً لخلق الله. يتم الوشم الدائم عن طريق غرز إبرة في الجلد حتى يسيل الدم، ثم حشو المكان بالكحل أو أي مادة صبغية ليكتسب الجلد لوناً جديداً غير اللون الطبيعي. هذا النوع من الوشم يعتبر تغييراً لخلق الله، وهو محرم كما ورد في الأحاديث النبوية. في المقابل، الزينة المؤقتة مثل الخضاب بالحناء تُعتبر مباحة شرعاً لأنها لا تغير لون الجلد بشكل دائم، بل تزول بعد فترة. الله أباح للمرأة التزين بهذه الزينة بشرط ألا تكون رسوماتها على شكل ذوات الأرواح وألا تظهر هذه الزينة لرجل أجنبي عنها.

التغيير الكيميائي والجراحي للون الجلد

هناك بعض المواد الكيميائية والعمليات الجراحية التي تُستخدم لتغيير لون الجلد كله أو جزء منه. في هذا السياق، سُئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله عن حكم استخدام هذه المواد الكيميائية والأعشاب الطبيعية لتفتيح البشرة السمراء. كانت إجابته واضحة بأن هذا التغيير إذا كان ثابتاً فهو حرام ويُعد من كبائر الذنوب لأنه أشد تغييراً لخلق الله من الوشم. واستشهد الشيخ بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "لعن الله الواشمات والمستوشمات، والنامصات والمتنمصات، والمتفلجات للحسن، المغيرات خلق الله" (رواه البخاري ومسلم). هذه الأفعال تعتبر تغييراً لخلق الله وهي محرمة شرعاً.

الفتاوى والتوجيهات الشرعية حول تغيير خلق الله

الواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة كلها أفعال محرمة شرعاً لأنها تتضمن تغييراً لخلق الله. الواصلة هي التي تصل شعرها بشعر آخر، والمستوصلة هي التي تطلب ذلك، والواشمة هي التي تضع الوشم في الجلد، والمستوشمة هي التي تطلب الوشم. النامصة هي التي تنتف شعر الوجه، والمتنمصة هي التي تطلب من يفعل ذلك بها، والمتفلجة هي التي تطلب من يفلج أسنانها. كل هذه الأفعال تعتبر من تغيير خلق الله وهي محرمة شرعاً. ما ذُكر في السؤال حول تغيير لون البشرة بواسطة المواد الكيميائية هو أشد تغييراً لخلق الله مما جاء في الأحاديث، وهو بالتالي محرم شرعاً. الشيخ ابن عثيمين أكد أن مثل هذه الأفعال تقع تحت نفس الحكم الشرعي لأنها تتضمن تغييراً دائماً لخلق الله، وهو ما يعتبر من الكبائر.

المراجع والأدلة الشرعية

يمكن الرجوع إلى الفتاوى والتوجيهات الشرعية الموثقة في كتب الفقه الإسلامي للتعرف على المزيد حول هذه الأحكام. الأدلة الشرعية تستند إلى الأحاديث النبوية التي تُحرِّم تغيير خلق الله، كما هو موضح في الحديث الشريف المذكور سابقاً. هذه الأحاديث تُعتبر من الأصول التي يعتمد عليها العلماء في إصدار الفتاوى المتعلقة بالوشم وغيره من الأفعال التي تتضمن تغييراً دائماً لخلق الله. المراجع الفقهية مثل "شرح النووي على مسلم" توفر شرحاً وافياً لهذه الأحاديث والأحكام الشرعية المتعلقة بها.


تعليقات