مهرجان العفاريت

 

مهرجان العفاريت

كرنفال ريو دي جانيرو: أكبر مهرجان في العالم

يُعتبر كرنفال ريو دي جانيرو أكبر مهرجان في العالم، حيث يستقطب مليوني شخص يوميًا إلى شوارع المدينة خلال فترة الاحتفالات. يُقام هذا المهرجان السنوي قبل الصوم الكبير، ويعود تاريخه إلى عام 1723، مما يجعله تقليدًا راسخًا في الثقافة البرازيلية. يمتاز الكرنفال بمواكب مبهرة مليئة بالمحتفلين والعوامات والزينة، تتشارك في تنظيمها أكثر من 200 مدرسة سامبا في ريو، مقسمة إلى خمس بطولات أو أقسام. تتميز هذه المدارس بتعاون جيران محليين يشتركون في خلفية إقليمية وجغرافية مشتركة، مما يعزز الروابط المجتمعية خلال الكرنفال.

مواكب مدارس السامبا: فن التنسيق والابتكار

تشكل مواكب مدارس السامبا العمود الفقري للكرنفال، حيث يقدم كل موكب عرضًا مذهلاً يبدأ بـ "لجنة الجبهة"، وهي مجموعة من 10 إلى 15 شخصًا يمثلون المدرسة ويحددون أسلوب ومزاج العرض من خلال رقصات في أزياء متقنة تروي قصة قصيرة. يلي ذلك أول عوامة للمدرسة، "جناح الافتتاح"، ثم يأتي "ميستر-سالا" و"بورتا-بانديرا" (سيد الاحتفالات وحامل العلم) لقيادة الراقصين. تشمل العروض أيضًا قدامى المحاربين و"لا داس بايانا"، مع وجود خط الطبول في الخلف، وأحيانًا يشمل العرض فرقًا نحاسية وغيتارات، مما يضيف عمقًا وإثارة للعرض. هذا التنسيق الدقيق والابتكار الفني يجعل من كرنفال ريو دي جانيرو تجربة فريدة تمزج بين التراث والثقافة والإبداع.

تاريخ كرنفال ريو دي جانيرو: رحلة عبر الزمن

يعود تاريخ الاحتفال بكرنفال ريو دي جانيرو إلى خمسينيات القرن السابع عشر. في تلك الفترة، كانت تقام أعياد متطورة لتكريم آلهة النبيذ اليونانية. كان الرومان يعبدون باكوس، إله حصاد العنب. قدم البرتغاليون مهرجان "إنترودو"، الذي ألهم بدوره ولادة الكرنفال في البرازيل. في عام 1840، شهدت ريو أول احتفال كبير، حيث كانت البولكا والفالس في مقدمة المشهد. فيما بعد، أثرت الموسيقى الأفريقية على الكرنفال بإدخال موسيقى السامبا في عام 1917، والتي أصبحت الآن رمزًا تقليديًا للبرازيل. لم يُقام الكرنفال في فترات الحرب العالمية الأولى (1915-1918) والحرب العالمية الثانية (1940-1945) بسبب الظروف العالمية. تم إلغاؤه مجددًا منذ عام 2021 بسبب جائحة كوفيد-19، لكنه عاد في عام 2023 ليملأ الشوارع بالحيوية والبهجة.

تطور مواكب مدارس السامبا: من البدايات إلى العالمية

 بدأت مواكب مدارس السامبا في منطقة براسا أونزي، المعروفة باسم "أفريقيا الكبيرة"، وهي مسقط رأس موكب كرنفال كاريوكا كما نعرفه اليوم. في عام 1929، شاركت مدارس السامبا بورتيلا وإستياو بريميرا دي مانغييرا لأول مرة في المدينة، وبحلول عام 1930 كانت هناك سبع مدارس نشطة. انتقلت العروض إلى أفينيدا Presidente Vargas، ومن 1942 إلى 1945 عُقدت في ساو جانوريو. منذ عام 1952، تم بناء مدرجات مؤقتة للجمهور، وفي عام 1961 بدأت بيع تذاكر السفر المدفوعة لأول مرة، مما جذب اهتمامًا دوليًا ووطنياً متزايدًا. في عام 1974، نُقلت العروض إلى أفينيدا Presidente Antônio Carlos، حيث بُثت لأول مرة على تلفزيون الألوان. في عام 1978، استقر الموكب في شارع ماركيز دي سابوكاي، وهو موقعه الحالي. في عام 1983، كلف الحاكم آنذاك ليونيل بريزولا المهندس المعماري الشهير أوسكار نيماير بتصميم ملعب دائم للاستعراضات في نفس المنطقة، مما وضع حداً لاستخدام المدرجات المؤقتة وأصبح الكرنفال رمزاً للبرازيل يجذب السياح من جميع أنحاء العالم.

تنظيم كرنفال ريو دي جانيرو: فصل العروض وزيادة التنافس

مع زيادة عدد مدارس السامبا المشاركة في كرنفال ريو دي جانيرو، أصبحت العروض أطول، مما تسبب في إرهاق الجمهور. لذلك، في عام 1984، تم تقسيم العرض إلى فئتين وموعدين مختلفين: من مساء الجمعة إلى صباح السبت لمدارس المستوى الأدنى، ومن مساء الأحد إلى صباح الاثنين للمدارس الرئيسية. في ذلك العام، تم الإعلان عن مدرسة "بطل خارق" لأول مرة بعد عرض الأبطال الذي أقيم في السبت التالي، وهو لقب حصلت عليه مدرسة مانغويرا ولم يتكرر منذ ذلك الحين. بورتيلا، إحدى مدارس السامبا البارزة، تحمل الرقم القياسي لأكبر عدد من البطولات بواقع 22 بطولة.

الفئات والتنافس: هيكلة جديدة للكرنفال

تستعرض مدارس المجموعة الخاصة تحت إشراف LIESA على مدى يومي الأحد والاثنين، بينما تقدم مدارس سلسلة A عروضها أيام الجمعة والسبت تحت إشراف LIERJ، التي تدير أيضاً سلسلة B، التي تستعرض يوم الثلاثاء السمين. سابقًا، كانت كلتا المنظمتين تحت رعاية AESCRJ، ولكن بعد فقدانها لحقوق التنظيم، تأسست منظمات جديدة مثل LIESB وسامبا نوسو لإدارة شُعب المستوى الأدنى. مدرسة "بطل الفئة الذهبية" تنتقل مباشرة إلى المجموعة الخاصة للمشاركة في العام التالي، وتستعرض عروضها يوم كرنفال الاثنين، بينما يقدم بطل المجموعة الخاصة عرضه مرة أخرى يوم السبت بعد أربعاء الرماد. منذ عام 2018، تولت ACAS إدارة سلسلة E ومدارسها كمؤسسة للمستوى المبتدئ، وفي عام 2020، انضمت سلسلة C (شعبة الفضة) إلى منظمة جديدة تُدعى LIVRES، مع استمرار LIESB في التعامل مع الشُعب الأخرى فوقها وتحته.

كرنفال الشارع: إرمو دا بولا بريتا وتقاليد البانداس

يُعتبر كرنفال إرمو دا بولا بريتا أقدم كرنفال شارع في ريو دي جانيرو، حيث يستقطب سنويًا الآلاف من المشاركين الذين يحتفلون في أجواء مفعمة بالفرح. يتزامن هذا الكرنفال مع موكب السامبادروم الفخم والكرات المذهلة في قصر كوباكابانا وعلى شاطئ البحر، لكنه يختلف عنهما في البساطة والعفوية. تتيح مهرجانات الشوارع هذه للجميع فرصة المشاركة والاستمتاع، حيث تُترك الأناقة والبذخ جانبًا، وتظل الموسيقى والرقص هما القلب النابض لهذا الحدث. تُعد البانداس جزءًا لا يتجزأ من كرنفال الشارع، حيث يمكن لأي شخص الانضمام إلى المرح ببساطة من خلال القفز في الحشد والاندماج في الأجواء الاحتفالية. واحدة من أشهر البانداس في ريو هي باندا دي ايبانيما، التي تأسست في عام 1965 وتُعرف بأنها الفرقة الشارعية الأكثر احترامًا في المدينة.

السامبا والباتوكادا: نبض كرنفال ريو

يتجلى تأثير الرقص والموسيقى في كل جوانب كرنفال ريو، حيث تُعد السامبا الرقصة الأكثر شهرة، وهي رقصة برازيلية ذات جذور أفريقية. تبقى السامبا شعبية ليس فقط خلال الكرنفال، ولكن أيضًا في الأحياء اليهودية خارج المدن الرئيسية، حيث تحافظ هذه القرى على الجوانب التاريخية للرقصة بعيدًا عن التأثيرات الغربية. الموسيقى تحتل مكانة محورية في جميع جوانب الكرنفال، حيث تعزز من الأجواء الاحتفالية وتدفع الجماهير للانغماس في الرقصات الملونة والثورات الخيالية. تُعرف السامبا في ريو بـ "باتوكادا"، وهو نمط يعتمد على الآلات الإيقاعية ويجمع بين الغناء، والرقص، والاستعراض في وقت واحد. يُعد هذا النمط الإيقاعي العنصر الأساسي في معظم كرنفالات الشوارع في ريو.
تُقام مسيرات الشوارع والكتل والبانداس في جميع أنحاء مدينة ريو خلال الكرنفال، الذي يُعتبر أشهر وأكبر احتفال كرنفال في العالم. يمكن أن يتجاوز عدد البانداس 300 في أي وقت من الأوقات، حيث تُقام أكبر حفلة شارع خارج السامبادروم، وأكبر رقصة شوارع منظمة عادةً في ساحة سينيلانديا في مركز ريو. في عام 2012، شارك أكثر من 2 مليون شخص في كرنفال كورداو دا بولا بريتا بلوكو، ووفقًا لتقديرات الشرطة، حضر أكثر من 5 ملايين شخص هذا الكرنفال دون تسجيل أي حادثة جريمة واحدة، مما يعكس الأجواء الاحتفالية والسلمية التي تسود هذا الحدث السنوي.

كرنفال ريو دي جانيرو: هوية البرازيل الصاخبة

يُعد كرنفال ريو دي جانيرو من أضخم الحفلات والكرنفالات على مستوى العالم، حيث يضم ملايين المحتفلين من سكان البرازيل والسياح والزوار. يتميز الكرنفال ليس فقط بعدد المشاركين الضخم، ولكن أيضًا بفترة انعقاده وتنوع فعالياته وأنشطته. أصبح المهرجان رمزًا لهوية البرازيل وصورتها العالمية، حيث يشكل الكرنفال رحلة ثقافية صاخبة تلقي نظرة على عادات وثقافة البرازيل. نشأ الكرنفال البرازيلي في عام 1641م، عندما كان الحكام البرتغاليون يحاكون النموذج الأوروبي في الاحتفالات. تضمنت الاحتفالات عناصر من ثقافات السكان الأصليين لأمريكا والثقافات الأفريقية، وأدخل أسلوب الجماعات في أواخر القرن التاسع عشر، حيث يمثل هذا الأسلوب مجموعة من الناس يرتدون الأزياء والشعارات المترابطة التي تشير إلى حي معين أو منطقة معينة، مع إبراز ما يشتهر به الحي من أزياء وموسيقى وطرق رقص.

زمان ومكان كرنفال ريو دي جانيرو

أهمية توقيت كرنفال ريو دي جانيرو أحد الأسباب التي منحته شهرة واسعة حول العالم، حيث يمتد على مدار الأسبوع الذي يسبق موسم الصوم الكاثوليكي. يقام الكرنفال في شهر فبراير أو مارس من كل عام، وينتهي قبل 40 يومًا من عيد الفصح. تنتشر مظاهر الاحتفال في كافة أنحاء دولة البرازيل، وخصوصًا في مناطق شمال البرازيل، حيث يكون الاحتفال ضخمًا وصاخبًا. لكن يبقى المكان الأكثر صخبًا وتألقًا هو مدينة ريو دي جانيرو، التي اكتسب الكرنفال اسمه منها. تعتبر ريو دي جانيرو وجهة مثالية لمشاهدة هذا الكرنفال الكبير، حيث تجذب المدينة الملايين من الزوار الذين يتوقون للانغماس في أجواء الفرح والإثارة التي تميز هذا الحدث السنوي.

فعاليات كرنفال ريو دي جانيرو

يتميز كرنفال ريو دي جانيرو بعكسه لثقافة وعادات سكان البرازيل سواء الأصليين أو المعاصرين. يعتبر الحدث الأبرز هو رقصة السامبا الشهيرة في البرازيل. من أهم الفعاليات في الكرنفال هي مسيرات ممر السامبا (Sambódromo)، وهي فعالية تقام في الهواء الطلق، حيث تُقام الأحداث الرئيسة للكرنفال. تبدأ المسيرة بعربات ضخمة ذات منصات، تشكل كل عربة منها موضوعًا معينًا، وتأتي خلفها 14 مدرسة من أفضل مدارس السامبا في البلاد. تهدف هذه المدارس إلى إقناع الحكام وكسب محبة الجماهير للفوز باللقب، حيث تختار كل مدرسة موضوعًا يتم التعبير عنه من خلال أدائها وأزيائها المتقنة. يساعد ما بين 200-400 عازف طبول من خلال قرع إيقاع سريع يوجه الحشود إلى المشهد الجذاب. تُختار مدرسة السامبا الفائزة وفقًا لمجموعة من المعايير مثل الحليّ، الفكرة، وجودة الموسيقى والأداء.

احتفالات الشوارع وكرات الكرنفال

تُعد احتفالات الشوارع من السمات الرئيسة للكرنفال، حيث تمتد هذه الاحتفالات بين الثامنة صباحًا وحتى الثامنة مساءً. تتميز بقدرة الجماعات المشاركة فيها على التحمل، مع مزيد من شرب البيرة والمتعة والرقص كل يوم. تتجسد احتفالات الشوارع بعربات صغيرة تتحرك ببطء على إيقاع السامبا، مما يضيف جواً من البهجة والإثارة للمشاركين والمشاهدين على حد سواء. بالإضافة إلى ذلك، تقام كرات الكرنفال تماشيًا مع الأصول الأوروبية للكرنفال، حيث تستدعي هذه الحفلات أكثر الأزياء الغريبة والمرحة. تضيف الموسيقى التي تُشغل في هذه الكرات مشهدًا موسيقيًا عالميًا، مما يوفر طبقة إضافية كاملة للكرنفال. تشكل هذه الفعاليات جزءًا لا يتجزأ من تجربة الكرنفال، حيث تساهم في تعزيز الأجواء الاحتفالية وتجعل الكرنفال تجربة فريدة ومميزة لكل من يشارك فيها أو يشاهدها.


تعليقات