سحر التخييل:
مفهومه وأعراضه
سحر التخييل هو
نوع من أنواع السحر الذي يعتمد على تغيير رؤية الأشياء في ذهن الشخص، بحيث يراها
على غير حقيقتها. في هذا النوع من السحر، لا يُحدث السحر تغييرًا في الواقع
المادي، بل في الإدراك الحسي للشخص. قال تعالى في كتابه الكريم: ﴿وَإِذَا
حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى﴾
[طه: 65]. هذا المثال من القرآن يوضح كيف أن السحر يمكن أن يجعل الأشياء تبدو
وكأنها تتحرك أو تتغير، رغم أنها ثابتة.
أعراض سحر
التخييل
تظهر أعراض سحر
التخييل على الشخص الذي وقع عليه السحر بشكل جلي وواضح، ومن أبرز هذه الأعراض:
رؤية الثابت
متحركًا والمتحرك ثابتًا: قد يرى الشخص أشياء ثابتة تتحرك من حوله، أو يرى الأشياء
المتحركة وكأنها ثابتة في مكانها.
رؤية الأشياء
على غير حقيقتها: مثلما حدث في قصة سحرة فرعون، حينما رأى الناس الحبال والعِصيَّ
تتحول إلى ثعابين تتحرك بسرعة. هذه ظواهر لا تستند إلى الواقع، بل هي مجرد تخييل.
تغيير الأبعاد:
قد يرى الشخص الأشياء في حجم مختلف تمامًا، مثل أن يرى الشيء الصغير يبدو ضخمًا أو
العكس.
كيف يحدث سحر
التخييل؟
سحر التخييل يتم
عن طريق استخدام الطلاسم والأدعية الشركية، التي يعتقد السحرة أن الشياطين هي التي
تُنفذها. يقوم الساحر باستخدام عنصر مادي يعرفه الناس، مثل حجر أو بيضة، ثم ينطق
بطلسم أو دعاء خاص يجعل هذا العنصر يبدو مختلفًا. قد يقوم الساحر مثلًا بوضع بيضة
أمام الناس، ثم ينطق بطلاسم أو تعاويذ تجعل البيضة تتحرك بطريقة لا يستطيع الشخص
العادي فهمها.
ومن الأمثلة
الأخرى على سحر التخييل، قد يرى الشخص الحجرين يتصادمان ويتناطحان كالكباش، رغم أن
هذا ليس إلا تخييلًا في ذهنه، ويُستخدم هذا النوع من السحر لأغراض متنوعة مثل
استعراض القوة أو خداع الناس لأغراض مالية.
إبطال سحر
التخييل
إبطال سحر
التخييل يعتمد على طرد الشياطين التي تروج لهذا التخييل، وذلك عن طريق الاستعانة
بالآيات والأذكار الشرعية. من الطرق الفعالة لإبطال هذا السحر:
قراءة آية
الكرسي: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قرأ آية الكرسي في ليلة لم
يزل عليه من الله حافظ، ولا يقربه شيطان حتى يصبح".
الأذان: يُعتبر
الأذان من أقوى الوسائل لطرد الشياطين، حيث يُقال إنه إذا سمع الشيطان الأذان هرب
على الفور.
الأذكار
المشروعة: مثل الذكر قبل النوم أو خلال اليوم، يمكن أن يساعد في طرد الأرواح
الشريرة التي تُسبب سحر التخييل.
الوضوء: يُشترط
أن يكون الشخص الذي يقرأ الآيات طاهرًا ومتواضعًا. الوضوء يفتح الطريق أمام
الطاقات الروحية النظيفة التي تساهم في إبطال السحر.
أما إذا استمرت
الخدع بعد قراءة الآيات والأذكار، فهذا قد يشير إلى أن الشخص ليس أمام سحر حقيقي
بل أمام شخص يستخدم خفة اليد أو تقنيات أخرى.
نموذج عملي
لإبطال سحر التخييل
في إحدى القرى
كان هناك ساحر مشهور يُظهر براعته في سحر التخييل أمام الناس. كان الساحر يقوم
بإحضار المصحف الشريف، يربطه بخيط من سورة يس، ثم يربط الخيط بمفتاح، وبعدها
يُعلِّق المصحف في الهواء ويطلب من الناس أن يشاهدوا، ثم يقول: "دُرْ
يمينًا"، فيدور المصحف على نحو عجيب كما لو كان حقيقياً. وعندما يطلب منه أن
يدور لليسار، يتحرك المصحف من جديد. هذه الحركات كانت تثير إعجاب الناس وتزيد من
هيبة الساحر.
لكن عندما تحدى
أحد الشباب الساحر وبدأ في قراءة آية الكرسي، توقف المصحف عن الحركة، رغم أن
الساحر كان يكرر تعاويذه. بهذه الطريقة، أصبح الناس على يقين أن ما كانوا يرونه لم
يكن إلا مجرد خداع.
سحر التخييل ليس
سحرًا حقيقيًا يحدث تغييرًا في الواقع المادي، بل هو مجرد تغيير في الإدراك الحسي
للإنسان. من خلال الأذكار، الآيات القرآنية، والوضوء يمكن إبطال هذا النوع من
السحر بسهولة.